「الحمل المتعدد」という مصطلح قد يبدو غريبًا في البداية، لكن عند تفسيره، نكتشف أنه يشير إلى حالة تتعلق بالعديد من الأجنة التي تنمو في رحم الأنثى في نفس الوقت. هذه الظاهرة تعرف أيضًا بالحمل المتعدد أو الحمل التوأمي أو الأكثر. سنتناول في هذا المقال معنى الحمل المتعدد، كيف يحدث، أنواعه المختلفة، العوامل المؤثرة فيه، وأيضًا المخاطر والفوائد المرتبطة بهذا النوع من الحمل.
الحمل المتعدد: التعريف والمفهوم
الحمل المتعدد هو حالة طبية يحدث فيها وجود أكثر من جنين واحد في رحم الأم في وقت واحد. يمكن أن يكون الحمل المتعدد توأميًا (أي جنينين)، أو أكثر من ذلك مثل الحمل الثلاثي أو الرباعي أو حتى الحمل المتعدد الأجنة في حالات نادرة جدًا. عادةً ما يشير المصطلح إلى الحمل الذي يحتوي على أكثر من جنينين، وقد يتراوح بين التوأميات الثلاثية والرباعية.

كيف يحدث الحمل المتعدد؟
الحمل المتعدد يحدث عندما تُخصب أكثر من بويضة واحدة من قبل الحيوانات المنوية، أو عندما تنقسم بويضة واحدة مخصبة إلى عدة أجنة. في الحالتين، تتواجد أكثر من جنين في رحم الأم.
-
الحمل التوأمي: يحدث عندما تُخصب بويضتين مختلفتين بواسطة حيوانين منويين مختلفين. كل بويضة تكون جنينًا منفصلًا ولها مشيمة وكيس أمينوسي خاص بها. هذا النوع من الحمل يُعرف بالتوأم غير المتطابق أو التوأم العادي.
-
التوأم المتطابق: يحدث عندما تنقسم بويضة واحدة مخصبة إلى جنينين في مراحل مبكرة جدًا من الحمل. الجنينان المتطابقان يتشاركان نفس الحمض النووي، وبالتالي يتشابهان تمامًا من الناحية الجينية.
-
الحمل الثلاثي والرباعي: يحدث عندما تُخصب أكثر من بويضة، أو عندما تنقسم أكثر من بويضة مخصبة إلى عدة أجنة. قد يحدث هذا بشكل طبيعي أو كنتيجة لتقنيات المساعدة على الإنجاب مثل التلقيح الصناعي.
العوامل المؤثرة في الحمل المتعدد
هناك العديد من العوامل التي قد تساهم في حدوث الحمل المتعدد:
-
الوراثة: إذا كان هناك تاريخ عائلي من التوائم أو الحمل المتعدد في العائلة، فقد يكون هناك احتمال أكبر لأن تحمل المرأة توأمًا أو أكثر.
-
العمر: النساء في سن الأربعين وما فوق هن أكثر عرضة للحمل المتعدد، خاصة إذا كانت المرأة تستخدم علاجات الخصوبة.
-
العلاجات الطبية: استخدام الأدوية المساعدة على التخصيب، مثل الأدوية التي تحفز الإباضة، يمكن أن يزيد من فرص الحمل المتعدد.
-
العدد السابق من الحمل: النساء اللواتي لديهن أكثر من طفل قد يكون لديهن فرصة أكبر للحمل المتعدد.
-
العوامل الجغرافية والعرقية: قد تكون هناك بعض الفروق العرقية والجغرافية في معدلات الحمل المتعدد. على سبيل المثال، النساء من أصل إفريقي يملن إلى الحمل بتوأم أكثر من النساء من أصول أخرى.
المخاطر والفوائد المرتبطة بالحمل المتعدد
بينما يمكن أن يكون الحمل المتعدد مصدرًا كبيرًا للفرح للعائلة، إلا أنه يأتي أيضًا مع بعض المخاطر.
المخاطر
-
المضاعفات الصحية للأم: الحمل المتعدد يمكن أن يضع ضغطًا كبيرًا على جسم الأم، مما يزيد من مخاطر المضاعفات مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري الحملي، أو حتى الولادة المبكرة.
-
المضاعفات الصحية للأطفال: في حالات الحمل المتعدد، قد يولد الأطفال قبل الأوان (الولادة المبكرة) مما يزيد من خطر إصابتهم بمشاكل صحية مثل صعوبات في التنفس، نقص الوزن عند الولادة، أو مشاكل في النمو.
-
الولادة المبكرة: الحمل المتعدد يرتبط عادة بزيادة فرصة الولادة المبكرة، حيث يُحتمل أن يتطلب الأمر توليد الأطفال قبل الموعد المحدد.
الفوائد
-
فرحة العائلة: بالرغم من التحديات، يعتبر الحمل المتعدد مصدرًا كبيرًا من الفرح للأهل، إذ يتيح لهم فرصة لرؤية التوأم أو أكثر يكبران معًا.
-
تعزيز العلاقات الأسرية: الحمل المتعدد قد يعزز العلاقات الأسرية، حيث يشترك الأشقاء في مراحل نمو مشتركة من البداية.
-
فرص البحث العلمي: الحمل المتعدد يعد فرصة قيمة للبحث الطبي، حيث يسمح للباحثين بمقارنة تطور الأجنة المتشابهة وغير المتشابهة في بيئات مختلفة.
الختام
الحمل المتعدد هو ظاهرة طبيعية وفريدة من نوعها، حيث يشهد العديد من الأسر تجربة مميزة في تكوين أسرهم. من خلال الفهم العميق لهذه الظاهرة، يمكن للأطباء والآباء اتخاذ التدابير اللازمة لضمان صحة الأم والأجنة في هذا النوع من الحمل. ومع التقدم في الطب والعلاجات المساعدة على الإنجاب، أصبحت حالات الحمل المتعدد أكثر شيوعًا، مما يتطلب استراتيجيات طبية أكثر تطورًا لمواكبة هذا التحدي الصحي.